وصدق - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبرنا به من ظهور العرب وملكهم.

* وأما حديث موسى وآدم فله موضع سيأتي إن شاء الله تعالى.

[أي في الأجزاء القادمة من كتاب (الإفصاح)].

- 83 -

الحديث الخامس:

[عن عمر قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد، وفلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءه)، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا ابن الخطاب، اذهب فناد في الناس: إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون). قال: فخرجت (64/ أ) فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون].

* في هذا الحديث من الفقه أن الغلول يجانب الإيمان، ويكذب دعوى من يدعي أن الإيمان يكون مع الغلول لأن الغال يكون خائنًا خيانة لم يجاهر فيها سوى الله عز وجل، فلو كان مؤمنًا به لم يكن ليخفي من الناس ما يجاهر الله عز وجل به، فاستدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن من يخرج إلى الجهاد في سبيل الله مخاطر بنفسه معرضًا لها للشهادة ثم يغل شمله أو غير شملة فإن غلوله ذلك مكذب لما ادعاه من إيمانه؛ ولذلك قال: (إني رأيته في النار في بردة غلها)، ولذلك أمر عمر فنادى: (إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون).

- 84 -

الحديث السادس:

[عن سماك عن ابن عباس قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015