عظمة الله سبحانه وتعالى، وما أوسع في خلقه علمها لابد أن تكون وتوجد، فإنه لابد من كون ذلك ووجوده؛ ليتكامل الخلائق، ليجتمع الآخرون بالأولين، ويشمل الحشر من عدد الخلائق لما لا يتعرض فكر مخلوق للطمع في حصره إظهارًا لملك الله عز وجل وقوة سلطانه بحيث إن حال يوم القيامة في العظمة يكون كل لحظة منه مضاهية كل عظمة كانت في الدنيا، ويثبت من عظمة الرب سبحانه وتعالى في قلوب خلقه إذا شاهدوا يوم القيامة، ورأوا إحياء الموتى والتقاء الأولين والآخرين، وأحيي كل عظم رفات، وكل دابة، وكل ذي جناح، وأخبر الله عز وجل كل واحد من خلقه بكل حركة تحركها وسكنة سكنها (63/ ب) في مدة حياته، وأنه سبحانه وتعالى لم يعزب عن علمه مثقال ذرة، ولا عن قدرته صغيرة ولا كبيرة، وقامت سوق الحق وجيء بالنبيين والشهداء وأشرقت الأرض بنور ربها، ورأى المؤمنون انتصار حزب الحق يومئذ، وبان صدق ما آمنوا به في دنياهم وخسر هنالك الكافرون، وخزي المبطلون، وفاز المتقون فذلك يقتضي زيادة التوقع. وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - قد انتهى إليهم الأمر واستتب الشرع ولم يبق إلا العمل به، ولقد كان من أحسن ما حافظت به القلوب على عبادة الله تعالى، وأن لا يطول عليها الانتظار إخفاء وقت علم الساعة، فكل وقت لا يؤمن أن تقوم فيه الساعة، وكل زمان بين يديها فقد أعطيناه للعمل، ولذلك قال الله تعالى: {يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها، والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد}، وأي يوم يوم القيامة؟
* وقوله: (أن تلد الأمة ربتها) يعني بها أن يكثر في الملوك التسري لكثرة الفتوح.
* وقوله: (أن ترى الحفاة العراة يتطاولون في البنيان) فالمعنى أن الدنيا تفتح عليهم، وهذا من أمارات نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبر بفتح الدنيا على أمته؛