وعلى هذا فإنه إذا نظر الفطن من أولي الألباب إلى عيشة كل مخلوق رأى اعتدال العيشة في اعتدال التدبير، وسوء الحال مقرون بالسرف والتبذير، وكذلك لأن التقدير في تدبير العيش ومصالح الأكساب هو ثمرة النهضة، ونتيجة الصوب، والسرف والتبذير هو ثمرة العجز ونتيجة الكسل.
والله سبحانه يحب النهضة في الصواب، ويبغض التبذير والكسل.
-1869 -
الحديث الحادي والثلاثون:
[عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة، فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم استحالت غربًا، فأخذها ابن الخطاب، فلم أر عبقريًا من الناس ينزع نزع عمر، حتى ضرب الناس بعطٍن).
وفي رواية: (بينا أنا نائم رأيت أني على حوضي أسقي الناس، فأتاني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليريحني، فنزع ذنوبين؛ وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، فجاء ابن الخطاب فأخذه منه، فلم أر نزع رجل قط أقوى حتى تولى الناس والحوض (111/ب) ملآن يتفجر)].