نحو السوية في مقتضى مؤنة كل واحد وما عليه من خرجه حتى في أحرم دكانه، ففهم قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المروي (أن المعونة على حسب المؤونة).

وكذلك يثير سبحانه وتعالى من همم المشترين بحسب ما يثير إلى صنعته هم البائعين، وكذلك فإنه يثير من همم الزراع ما يعلم سبحانه وتعالى حاجة أهم وقته إليه فهو سبحانه وتعالى يوجد الدخل في العالم بحسب ما تكلم سبحانه من الخرج، فترى كل غلة لا تدخر فيقصر من إثارة الهمم في زراعتها على مقدار ما يعلم سبحانه وتعالى خرجه في وقت نضارته، وكذلك التجار الذين يجلبون الأمتعة والادوية، فإنها تكون بحسب ما يعلم سبحانه من حاة أهل البلد المجلوب إليه ذلك في الغالب.

وكذلك فإنه سبحانه وتعالى يدبر الجامد من الأموال بين الناس ليستفيد النامي، وشرح هذا يبين بمثال نذكره، وهو أنه سبحانه وتعالى قد جعل رزق بعض الناس من بعض ليكون (111/أ) ذلك في يد وارد رزق الله به، ومن يدور فيه، كما أنه لو أن أمير الحاج جبى من أقطاعه بلد الكوفه الخراج ذلك المال المجبى من الخراج في ثمن جمال يحج عليها، فاشترى تلك الجمال من عرب أقربه فصرف إليهم ذلك المال المجبى من الخراج بعينه، فاحتاج العرب أن يبتاعه الحب والثمر من الكوافة فأعادوه إلى الكوفة فابتاعوا منه الحب والثمار، فعاد المال إلى أهل الكوفة بعد أن انتفع المحلوقون بتحول النامي من يد إلى يد، وبقي الجامد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015