رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه، فوالله ما علمت: إنه يحب الله ورسوله].

* في هذا الحديث من الفقه أنه قد يلقب الإنسان بلقب فيغلب عليه فيصير علمًا له، فإذا ذكر باسمه لم يعرف حتى يؤتى باللقب؛ إلا أنه يكره.

* وفيه أيضًا دليل على جواز استجلاب الضحك؛ إذ لو كان ذلك حرامًا لنهاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه، ويقوي هذا الحديث الذي تقدم تفسيره في اعتزال النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه، فإن عمر استجلب ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما حدثه به.

* وفيه أيضًا ما يدل على أن الإنسان بمقارفة الذنب لا يخرج من الإيمان، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ناهيًا اللاعن من أجل كثرة ما أتى حمار في شرب الخمر: (فوالله ما علمت: إنه يحب الله ورسوله). (وما) هاهنا بمعنى (الذي).

- 71 -

الحديث السابع والعشرون:

[عن عمر قال: (قام رسول (60/ أ) الله صلى الله عليه وسلم فينا مقامًا فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسيه].

* في هذا الحديث من الفقه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلغ وأدى ما أرسل به، وأوضح للناس الأمور، منذ بدأ الخلق إلى قيام الساعة ووصول الناس إلى منازلهم من الجنة والنار، وإنما دخل ذلك من قبل الحفظ والنسيان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015