يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها)].
* في هذا الحديث حب الله عز وجل الحمد، وهذا مما رفق فيه تعبده، فإنه لو قال: الأكلة (بضم الألف) كانت اللقمة، فقد رضي بالحمد، وهي كلمة على الأكلة التي هي مرة، وهي تتضمن لقمات كثيرة، وفي النعم في الأكل أن جعل المأكول وإن كان حلالًا وإن ساغ تناوله، وأن جعل له مخرجًا ريح من أثقاله، وأن أودعه لك عند تناوله، وأعقب عنه قوة عند انهضامه وراحة عند خروج أثقاله وغيره في أثناء ذلك مما كان عند تناوله وهضمه والخلاص منه إلى غير ذلك، فرضي الله عن عبده في النعم الكثيرة بالمرة الواحدة من الحمد.
-1832 -
الحديث الخامس والستون:
[عن أنس، قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا خير البرية. قال: (ذاك إبراهيم عليه السلام)].
* هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باب من أبواب البر، فإن الوالد إذا فضل عليه ولده قد يسره ذلك، فأما إذا قال الولد لنفسه: أنا خير من أبي، لم يسره ذلك، فلم يرد عليه السلام أن يفضل نفسه على أبيه وإنما الله عز وجل فضله.
* وهذا التواضع إلى هذا الحد من جملة فضل نبينا - صلى الله عليه وسلم -.