يؤت إلا من سوء اختياره، ولو كان قد دعا بدعاء قد آثره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يحترز فيه لكل داع في حاضره (215/ ب) ومستقبله وشاهده وغائبه لكان قد وفق، ألا ترى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى من مرض هذا الشخص الذي كان ببدنه ناشئًا عن مرضه الذي هو سوء تدبيره لنفسه، داواه بما علمه من سؤال الحسنة في الدنيا حسنة وفي الآخرة، فجمع له بين الحسنتين، ينقل إحداهما إلى الآخرى فشتان ما بين الاختيارين.

* وفيه دليل على أنه لا يتعرض الإنسان لربه تبارك وتعالى بإظهار الجلد على سوط من سياط عذابه، ولا التقاوي لنفخة من نفخات انتقامه بل يسأل الله العافية، وليكن في عافيته كالمحسن أشد عذاب في كل نوع من أنواع الانتقام لتلا يكون ممن لا يعرف العذاب حتى يقع فيه، ولا يصدق بكونه حتى ينزل به.

-1782 -

الحديث الخامس عشر:

[عن أنس: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يخلط التمر والزهو ثم يشرب، وإن ذلك كان عليه عامة جمهورهم يوم حرمت الخمر)].

* هذا الحديث قد سبق الكلام عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015