-1778 -
الحديث الحادي عشر:
[عن أنس: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - زجر عن الشرب قائمًا).
وفي رواية عن قتادة: (فقلنا: فالأكل؟ فقال: ذلك أشر وأخبث)].
* وإنما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشرب قائمًا لأن الشارب على تلك الحال غير متمكن من تقطيع الأنفاس في الشرب كما يتمكن الجالس إلا أنه على ذلك أخف من الأكل قائمًا، فإن ذلك يجمع مع ترك الأصلح للبدن، ترك الأحسن للمروءة، فإن الأكل قائمًا يشير إلى أنه مستوفر حتى أنه إن كان معه من يطعمه أذنه بالاقتصار والتقليل فهو غير جميل في ذلك ولا في مصلحة البدن، فإن أجود الطعام ما أكله الإنسان في عقيب حركة ثم تبعه السكون، فإذا أكل وهو قائم لم يكن فيما أعرف صالحًا لبدنه فإن من وصايا أهل علوم الأبدان أن لا يتحرك الإنسان بعد غذائه، فإن اضطر إلى الحركة فليجتهد في الراحة عقب الغذاء ولو بأيسر زمان، فإن لم يمكنه فليتوخ الهوينا من السير دون العنيف، على أن من كان سائرًا على ظهر فأكل وهو يسير فلا أراه داخلًا في هذا النهي من حيث كراهية أكل الإنسان وحده، فإن كان معه رفيق زالت الكراهية على أن أكل الماشي فعل جائز.
-1779 -
الحديث الثاني عشر:
[عن أنس: (أن نبي الله ? - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى كسرى، وإلى قيصر، وإلى