قربة إلى الله عز وجل، وإنما المكروه التكلف والتتبع لما لا فائدة ولا نفع فيه، وقد قال الله تعالى: {وما أنا من المتكلفين}.

- 62 -

الحديث الثامن عشر:

[عن السائب بن يزيد قال: كنت نائمًا في المسجد، فحصبني رجل، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، فقال: من أنتما؟ أو: من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف. قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، أترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]؟

* فيه من الفقه أن الغريب الذي لا يعرف مقدار شرف المسجد معذور حتى يعرف.

* وفيه أيضًا من الفقه أن رفع الصوت في المسجد في غير ذكر الله هو الذي نهى عه عمر؛ لأن المساجد إنما بنيت ليذكر فيها اسم الله عز وجل، ولأن أحد ملوك الدنيا إذا رفع الصوت في داره بغير حمده والثناء عليه عد ذلك من سوء الأدب.

* وفيه أيضًا من الفقه أن أرسل إليهما ولم يذهب بنفسه، وفي ذلك دليل على جواز الاستنابة في إنكار المنكر.

* وفيه أيضًا أن عمر أحس بأنهما غريبان فأراد أن (56/ أ) يستدعيا إليه، فيعلما أنه سيد وآمر فيصيرا إلى قوله.

- 63 -

الحديث التاسع عشر:

[عن حفصة وعن أسلم مولى عمر قالا: قال عمر: اللهم ارزقني شهادة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015