وفي رواية قال الزهري: قال لي أنس بن مالك: (إنه رأى عمر يزعج أبا بكر إلى المنبر إزعاجًا).

قال الزهري: وأخبرني سعيد بن المسيب: أن عمر بن الخطاب قال: (والله ما هو إلا أن تلاها أبو بكر؛ يعني قوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل}، عقرت وأنا قائم حتى خررت إلى الأرض، وأيقنت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات)].

* فيه من الفقه أن قول عمر: إني كنت قلت لكم أمس مقالة ولم تكن كما قلت، يعني أنه كان قد قال أمس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يمت، ومن قال إن محمدًا قد مات علوته بسيفي هذا، إنما ذهب إلى ربه كما ذهب موسى؛ فقال عمر ذلك اعتذارا من القول الأول، ولذلك قال: إنما كنت أرجو أن يعيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يدبرنا، ولهذا يقول: إن يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات فإن الله عز وجل قد جعل بين أظهركم نورًا تهتدون به، يعني القرآن، وهذا من عمر صدق وقول حق، إلا أن الفضل منه لم يسبق بالنطق به، وسبقه به غيره؛ وهو أبو بكر رضي الله عنه.

* وفي هذا الحديث من الفقه أن البيعة العامة كانت من غد يوم السقيفة تأكيدًا للأول وتثبيتًا منه.

* وفيه من الفقه أن المؤمن قد ينبغي أن يكون ناهضًا جلدًا حريصًا على استتباب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015