* في هذا الحديث من الفقه دليل على أن عمر رضي الله عنه هداه الله تعالى لأن يأتي للأمر من بابه، وأنه لم يكن يوم مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على وجه الأرض ذكر أقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العباس، فلذلك لما فقد عمر عين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توسل بأقرب الناس إليه من جميع الخلق؛ وعلى هذا فإنه لا أقرب من العباس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من جميع هذه الأمة.

* وفيه من الفقه أن عمر رضي الله عنه أحب أن يكون ما يمن الله تعالى به على الخلق من السقيا عن توسل بآل النبي - صلى الله عليه وسلم - ليكون أوقر في اعتداد الأمة بالسقيا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يدلي بنسبه إليه في أقرب نسب من عصبته.

- 60 -

الحديث السادس عشر:

[عن أنس: أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك الغد من يوم توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم، ثم قال عمر: أما بعد، فإني قلت لكم أمس مقالة، وإنها لم تكن كما قلت، وإني والله ما وجدت المقالة التي قلت لكم في كتاب أنزله الله تعالى، ولا في عهد عهده إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكني كنت أرجو أن يعيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يدبرنا- يريد أن يكون آخرهم-، فإن يك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات، فإن الله قد جعل بين أظهركم نورًا تهتدون به، به هدى الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فاعتصموا به تهتدوا بما هدى الله به محمد - صلى الله عليه وسلم -. وإن أبا بكر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وثاني اثنين، وإنه أولى (الناس بأموركم)، فقوموا إليه وبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامة عند المنبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015