الله عز وجل أظهر دينه، وأعلا كلمته، ولم يضر ذلك الحق شيئًا، وإن القوم لما لقوا من فضل الله من ثواب الشهادة، ما لم يفتقر فيه شيء إلى زيادة إلا أنهم تمنوا لو قد علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما أكرمهم الله به ليكون ذلك داعيًا إلى طيب نفسه - صلى الله عليه وسلم - من أجلهم، وإلى رغبة إخوانهم من المسلمين في مثل حالهم، فقالوا في الجنة ما قالوا، فتولى الله عز وجل إبلاغ نبيه - صلى الله عليه وسلم - عنهم، وكفى بذلك شرفًا.

-1557 -

الحديث الأربعون:

[عن أنس (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يطرق أهله ليلًا وكان يأتيهم غدوة أو عشية)].

* في هذا الحديث أن الكامل في أحواله يحترز من النقائص؛ ليكون ذلك مما يقتدى به (150/ ب) فيه، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على طهارة أهله ونفسه بأمانة أزواجه، كان لا يطرقهن ليلًا حتى يقتدي به غيره فلا يطرق أحد أهله ليلًا؛ فجأة من أجل أنه ربما يكون من ذلك ما يكره.

*وأيضًا فإن المرأة إذا كان زوجها مسافرًا قد لا تهتم بنفسها كما يكون حاضرًا من الطيب وغسل الثوب وغير ذلك؛ فلو قد أتى الإنسان أهله وهي على ذلك الشعث والتفل لم يكن بعيدًا من أن يبقى في نفسه مرارة ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015