في قلبه، ليكون واصفا من أمر الله ووجوب حقه وعجائب خلقه، وكلما يطلع الله عز وجل قلبه عليه، فإذا شهد بالزور قال ما لم يكن، عرض إحسان الله عز وجل إلى خلقه في إنطاقه الآدمي إلى أن يكون في غير موقع الاعترف به لأن شاهد الزور (139/ ب) يكون من بعض شهادته الشرك بالله الذي تقدم وكذلك ما بعده حتى تنتهي إلى حقوق الناس، والقول عليهم ولهم، فهو من أكبر الكبائر كما قال - صلى الله عليه وسلم -.

* وإن من أعظم شهادة الزور ادعاء الولد فيه سبحانه وتعالى، ولذلك الذين قالوا: ما وصف الله سبحانه عنهم في كتابه فقال عز وجل: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقر ونحن أغنياء}، وغير ذلك من كل ما يقشعر جلود المؤمنين إذا حكي نطقه عن قائله، فكيف بمن يقوله عن نفسه، ولذلك إذا شهد الرجل على الرجل المسلم بما لا علم له عنده منه، باهتا له فيه كاذبا عليها؛ فإنه قد جمع في ذلك بين الكذب في خبره, والخيانة في أمانته والظلم لأخيه، والإعانة على الباطل، وإطعام رجل مسلم مال رجل مسلم بغير حق، غار الحاكم الذي حكم بشهادته. فكان كل واحد من هؤلاء خصمه إلى الله تعالى، فلذلك كانت شهادة الزور رابعة هذه الخلال.

-1540 -

الحديث الثالث والعشرون:

[عن أنس، (أن رجلا اطلع من بعض حجر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بمشقص -أو قال: بمشاقص- فكأني أنظر إليه يختل الرجل ليطعنه).

وعن أنس (أن رجلا اطلع في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسدد إليه شقصا)، زاد في مسند سهل بن سعد: (إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015