ويقول: (اذكروا اسم الله، وليأكل كل رجل مما يليه)، حتى تصدعوا كلهم عنها، فخرج من خرج، وبقي نفر يتحدثون، ثم خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو الحجرات، وخرجت في إثره، فقلت: إنهم قد ذهبوا، فرجع فدخل البيت، وأرخى الستر، وإني لفي الحجرة، وهو يقول: ({يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) إلى قوله: (والله لا يستحيي من الحق).
وفي رواية لمسلم: (تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدخل بأهله، قال: فصنعت له أمي أم سليم حيسا، فجعلته في تور، وقالت: يا أنس، اذهب بهذا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقل: بعثت بهذا إليك أمي، وهي تقرئك السلام وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله، قال: فذهبت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إن أمي تقرئك السلام وتقول: إن هذا لك منا قليل، قال: (128/ ب) (ضعه)، ثم قال: (اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا، ومن لقيت). قال: فدعوت من سمى، ومن لقيت. قال: قلت لأنس: عددكم كانوا؟ قال: زهاء ثلاثمائة.
وقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أنس، هات التور) قال: فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ليتحلق عشرة عشرة، وليأكل كل إنسان مما يليه) قال: فأكلوا حتى شبعوا، قال: فخرجت طائفة، ودخلت طائفة، حتى أكلوا كلهم، فقال لي: (يا أنس ارفع) قال: فرفعت، فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت؟ قال: وجلس طوائف منهم يتحدثون