وَمعنى كَونهَا تنْكح لهَذِهِ الاربعة ان الْغَالِب قصد نِكَاحهَا لجميعها أَو مجموعها من غير نظر إِلَى ان قصد المَال غير مَحْمُود بِخِلَاف الثَّلَاثَة الْبَاقِيَة فَإِنَّهُ مَطْلُوب لانه يسن لمريد التَّزَوُّج ان يتَزَوَّج دينة حَسَنَة جميلَة لَكِن لَا ذَات جمال بارع لانها تزهو عَلَيْهِ ويغلب من الفجرة التطلع لَهَا فَرُبمَا ادى بهَا ذَلِك إِلَى الْفَاحِشَة وَيَنْبَغِي ان يحمل على هَذَا حَدِيث ابْن مَاجَه لَا تنْكِحُوا النِّسَاء لحسنهن وَفِي رِوَايَة لَهُ لَا تكح الْمَرْأَة لجمالها فَلَعَلَّ جمَالهَا يرديها
ثمَّ رَأَيْت حَدِيثا آخر يُؤَيّد ذَلِك وَهُوَ
لَا تزوجوا النِّسَاء لحسنهن فَعَسَى حسنهنَّ ان يرديهن وَلَا تزوجوهن لاموالهن فَعَسَى اموالهن ان يطغيهن وَلَكِن تزوجوهن على الدّين وَلأمة جرباء سَوْدَاء ذَات دين أفضل رَوَاهُ ابْن مَاجَه ايضا وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَفِي رِوَايَة
لَا تنْكِحُوا الْمَرْأَة لحسنها فَعَسَى حسنها ان يرديها وَلَا تكحوا الْمَرْأَة لمالها فَعَسَى مَالهَا ان يطغيها وانكحوها لدينها فلأمة سَوْدَاء جرباء ذَات دين افضل من امْرَأَة حسناء لَا دين لَهَا
لَا يخْتَار حسن وَجه الْمَرْأَة على حسن دينهَا وَخير من تزوج امْرَأَة لمالها احرمه الله مَالهَا وجمالها قَالَ بعض الْحفاظ لم اقف عَلَيْهِ وَلَكِن عِنْد ابي نعيم فِي الْحِلْية من حَدِيث عبد السَّلَام بن عبد القدوس عَن ابراهيم عَن انس رَفعه
من تزوج امْرَأَة لعزها لم يزده الله الا ذلا وَمن تزَوجهَا لمالها لم يزده الله الا فقرا وَمن تزَوجهَا لحسنها لم يزده الله الا دناءة وَمن تزَوجهَا الا ليغض بَصَره ويحصن فرجه أَو تصل رَحمَه الا بَارك الله لَهُ فِيهَا وَبَارك لَهَا فِيهِ وَأخرجه ابْن