بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه نستعين
مُقَدّمَة الْمُؤلف
الْحَمد لله الَّذِي جعل النِّكَاح سَببا للفخر يَوْم الْقِيَامَة، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، شَهَادَة أكون بهَا من أهل الْكَرَامَة، وَأشْهد أَن سيدنَا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله سيدا ولي الزعامة والإمامة صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله، وَأَصْحَابه، وأزواجه، وَذريته، مَا أدام عَليّ خَاصَّة أفضاله وإنعامه. آمين.
أما بعد:
فقد جرت عَادَة أهل مَكَّة المشرفة، لازالت شموس الْفَضَائِل مشرقة فِي شعابها، وَلَا بَرحت الأكابر الأفاضل عَن العكوف برحابها تذكر آيَات، وَأَحَادِيث تتَعَلَّق بِفضل النِّكَاح، فَوَائده وَأَحْكَامه فِي الْخطْبَة المندوبة قَبيلَة، وَرُبمَا وَقع لبَعْضهِم أَنه أَتَى فِي ذَلِك بِأَحَادِيث مَوْضُوعَة، وكلمات مخترعة مصنوعة، وَمن تجنب مِنْهُم ذَلِك قصارى أمره أَنه يتحفظ أَحَادِيث فِي الْكتب عرية عَن الْأَسَانِيد، غير مستوفية لما تستحقه من كَمَال الإتقان، وَحسن الْإِيرَاد، فقصدت جمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا فِي ذَلِك مُبينًا عقب كل مِنْهَا من خرجه من أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن، وفرسان ذَلِك الميدان، سميته: " الإفصاح عَن أَحَادِيث النِّكَاح " وَالله أسأَل أَن يَجعله خَالِصا لوجهه الْكَرِيم وسببا للفوز بجنات النَّعيم. آمين.