جُرح وجهه - صلى الله عليه وسلم -، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ (?) وهشمت الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ (?).
لما حدث هذا للنبي - صلى الله عليه وسلم - وكاد المشركون أن يقتلوه، وقد تكفل الله تعالى بعصمته من الناس، قَالَ تَعَالَى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] أنزل الله تعالى جبريل وميكائيل -عليهما السلام - يدافعان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويمنعانه من المشركين.
عَنْ سَعْد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: لقد رَأَيْتُ يوم أحد عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن يساره رَجُلَيْنِ عَلَيهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ، يقاتلان عنه كأشد القتال، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ -يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام - (?).
وفي تلك المعمعة كان هناك رجلٌ له هدف آخر غير الذي جاء من أجله الطرفان، فهو لا يشغله من ينتصر، المسلمون أم المشركون، ولا يهمه ذلك الأمر كثيرًا، إنما كل الذي يشغله هو التحرر من الرق وأن ينفك من قيود العبودية.
وهذا الرجل هو وحشيٌ - رضي الله عنه - الذي أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه.