وممن ثبت مع النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يدافع عنه أبو طَلْحَةَ زيد بن سهل الأنصاري - رضي الله عنه - فكان مُجَوِّبٌ على النبي - صلى الله عليه وسلم - بِحَجَفَةٍ لَهُ (?)، وَكَانَ أبو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ (?) كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ جَعْبَةٌ مِنْ النَّبْلِ فَيَقُولُ له النبي - صلى الله عليه وسلم -: انْثُزهَا لِأبي طَلْحَةَ، وكان النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يشرف برأسه ليَنْظُرَ إلى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ له أبو طَلْحَةَ: بِأبي أَنْتَ وَأُمِّي لَا تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ (?).

وكان يتترس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بترس واحد، فكان كلما رمى رمية رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - بصره ينظر إلى أين وقع السهم، فيدفع أبو طلحة صدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، ويقول: يا رسول الله هكذا لا يصيبك سهم (?).

ورغم استبسال الصحابة- رضوان الله عليهم- في الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنهم أفدوه بأرواحهم إلا أن المشركين استطاعوا أن يصلوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015