الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير محمَّد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم ثم أما بعد:
فقد اطلعت على هذا المؤلَّف المعنون "الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية" للأخ محمَّد بن طه، حيث قام بالنظر المتأمل الواعي لمتن "الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية" للشيخ / وحيد بن عبد السلام بالي.
فوجدت الكتاب وافر العلم، دقيق العبارات، صائب الرؤى، مرتب الأفكار، شامل أغلب أحداث السيرة.
ومعلوم أن سيرة الرسول محمَّد - صلى الله عليه وسلم - مَعِينٌ لا ينضب، وخير لا ينفد، وعطاء متواصل، وأن كل قلم يتعطر بالحديث عن سيرة الحبيب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - يزداد بهاء ونورًا وتشريفًا، وأن كل طالب علم يجتهد في السيرة النبوية؛ اطلاعًا، أو التزامًا، يوفَّق إلى الخير، ويقذف الله تعالى في قلبه حبه وحب رسوله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31].
وما من شك أن الشيخ/ محمد طه قد بذل جهدًا مباركًا، أسأل الله تعالى أن يجزيه عليه خيرًا ويجزل له بهذا الجهد العطاء الوافر، والخير الزاخر.
وإن طالب علم بدايته في البحث والتأليف مع سيرة الحبيب- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -، لخليق أن يرقى في مدارج السالكين للحق، والقاصدين الطريق المستقيم، والقائمين بأمر الله على العبادة ببصيرة وفهم.