المبحث الرابع: أثر مشابهة الكفار

من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين لأمته ووضح، فما من خير إلا ودل عليه وما من شر إلا حذر منه، ومن ذلك تحذيره صلى الله عليه وسلم من مشابهة الكفار والأمر بمخالفتهم لما في المشابهة من الآثار السيئة.

وذلك أن الله تعالى جعل بني آدم، بل سائر المخلوقات على التفاعل بين الشيئين المتشابهين، وكلما كانت المشابهة أكثر كان التفاعل في الأخلاق والصفات أتم، حتى يؤول الأمر إلى أن لا يتميز أحدهما عن الآخر إلا بالعين فقط.

والمشاركة بين بني الإنسان أشد تفاعلاً فلأجل هذا الأصل وقع التأثر والتأثير في بني آدم فاكتسب بعضهم أخلاق بعض بالمعاشرة والمشاكلة.

فالمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة، توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي.

فمثلاً نجد أن اليهود والنصارى الذين عاشروا المسلمين، هم أقل كفراً من غيرهم، كما أن المسلمين الذين أكثروا من معاشرة اليهود والنصارى هم أقل إيماناً من غيرهم ممن جرد الإسلام.

ثم أن المشاركة في الهدي الظاهر توجب مناسبة وائتلافاً وان بعد المكان والزمان، وهو أمر محسوس بل إنها تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015