قلت: ومن تلك الأصنام ذو الخلصة، وهو بيت باليمن لخثعم وبجيله فيه نصب يعبدونها ولهم فيه من السنة موسم عيد1

وسدنتها بنو أمامة من باهلة بن أعصر ولما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة بعث إليه جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه فهدمه2.

روى ذلك البخاري في صحيحه بسنده عن جرير بن عبد الله قال: "كان في الجاهلية بيت يقال له ذو الخلصة، وكان يقال له الكعبة اليمانية أو الكعبة الشامية، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أنت مريحي من ذي الخلصة؟ قال فنفرت إليه في خمس ومائة فرس من أحمس قال: فكسرناه، وقتلنا من وجدنا عنده، فأتيناه فأخبرناه فدعا لنا ولأحمس"3.

وهذا غير ذي الخلصة الذي نصبه عمرو بن لحي أسفل مكة، والذي كانوا يلبسونه القلائد ويهدون إليه الشعير والحنطة ويجعلون عليه بيض النعام ويذبحون عنده 4.

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن هذه الأصنام ستعبد من دون الله في آخر الزمان وجعل ذلك من علامات الساعة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة" 5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015