أما مناة: فكانت لأهل المدينة يهلون لها شركاً بالله تعالى، وكانت حذو قديد الجبل الذي بين مكة والمدينة من ناحية الساحل1، وهي أقدم من اللات والعزى، وكانت العرب جميعاً تعظمه وتذبح حوله، ولم يكن أحد أشد إعظاماً له من الأوس والخزرج.

فلم يزل على ذلك حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه عام الفتح فهدمها وأخذ ما كان لها. وقيل: إن الذي هدمها أبو سفيان بن حرب2.

وكانت للعرب مواسم من السنة مخصوصة للاجتماع في هذه الأماكن الثلاثة، تقصدها من كل فج وتعظمها كتعظيم الكعبة مع اعترافهم بفضل الكعبة عليها لعلمهم أنها بيت إبراهيم الخليل عليه السلام ومسجده3.

ولم تكن قريش بمكة ومن أقام بها من العرب يعظمون شيئاً من الأصنام إعظامهم العزى، ثم اللات، ثم مناة4.

قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ} 5.

وقد كانت بجزيرة العرب وغيرها طواغيت أخر تعظمها العرب كتعظيم الكعبة غير هذه الثلاثة التي نص عليها في كتابه العزيز، وإنما أفرد هذه بالذكر؛ لأنها أشهر من غيرها6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015