الله بذلك، فنكون بهذه الإجراءات قد أحدثنا في الدين ما ليس فيه وشرعنا للناس ما لم يأذن به الله وهذا هو نفس المنكر الذي حذر الله عز وجل منه في قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} 1. وحذر منه صلى الله عليه وسلم بقوله: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" 2.

وتعظيم الآثار لا يكون بالأبنية والكتابات والتأسي بالكفرة، وإنما يكون باتباع أهلها في أعمالهم المجيدة وأخلاقهم الحميدة وجهادهم الصالح قولاً وعملاً، هكذا كان السلف يعظمون آثار سلفهم الصالح. أما تعظيمها بالأبنية والزخارف ونحو ذلك فهو خلاف هدي السلف الصالح، وإنما ذلك سنة اليهود والنصارى ومن تشبه بهم؛ وبهذا يتبين بطلان تلك الدعوى وما شاكلها وأنها مخالفة للشريعة التي جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، وسد ذرائع الشرك والبدع وحسم الوسائل المفضية إليه 3.

وبهذا يتضح لمن أراد الحق أن تتبع الآثار وشد الرحال إليها للعبادة من اتخاذها أعياداً وهو بدعة في الدين، فضلاً عن كونه مشابهة لأهل الكتاب الذين حرفوا دينهم وتلاعبوا به، فحذار أخي المسلم أن تكون أسير التقليد والتشبه بهم فتقع في براثن الشرك والرذيلة، فالدين الإسلامي حرص على أن تظهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015