ونجد أن تشريع الأضحية مرتبط بأعظم مواسم المسلمين وأكبر أعيادهم "عيد الأضحى" ولقد اجتمع في هذا العيد المبارك الصلاة والنسك كما في قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ْ} 1. وهما من أعظم العبادات لله عز وجل.
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: " أمره الله أن يجمع بين هاتين العبادتين العظيمتين وهما: الصلاة والنسك، الدالتان على القرب والتواضع وحسن الظن، وقوة اليقين وطمأنينة القلب إلى الله وإلى عدته وأمره، وخلقه وفضله عكس حال أهل الكبر والنفرة، وأهل الغنى عن الله، الذين لا حاجة لهم في صلاتهم إلى ربهم يسألونه إياها، والذين لا ينحرون له خوفاً من الفقر، وتركاً لإعانة الفقراء وإعطائهم وسوء الظن منهم بربهم؛ ولهذا جمع الله بينهما في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 2.
فشكر المنعم عليه وعبادته أعظمها هاتان العبادتان: الصلاة والنحر؛ لأن أجل العبادات المالية النحر وأجل العبادات البدنية الصلاة، ومن هنا كان صلى الله عليه وسلم كثير الصلاة لربه كثير النحر 3.
فعلى هذا فالأضحية شعيرة من شعائر المسلمين وسمة من سمات الاحتفال بعيد الأضحى.