وَهَذَا يدلك على قلَّة التَّحْصِيل وَقصد التَّخْلِيط والتجهيل وَإِذا كَانَ النَّاظر من قلَّة التحفظ بِحَيْثُ يعبر عَن الْمظهر بالساتر فَعلمه جهل وَنَظره قَاصِر
وَأما قَوْله فِي الشواهد على إتخاذ الله الْمَسِيح حِجَابا فتهويل لَيْسَ وَرَاءه تَحْصِيل وَذَلِكَ انه قَالَ إِن لم يُوجِبهُ الْقيَاس إِيجَاب أضطرارا فَإِنَّهُ يجوزه تَجْوِيز الْإِمْكَان ثمَّ إِنَّه تكلم بِأَكْثَرَ وَذكر الْقيَاس الْفَاسِد الَّذِي بِهِ كفر ثمَّ رَجَعَ حَاصِل كَلَامه إِلَى أَن قَالَ لِأَن إتخاذ الصُّورَة مثل إتخاذ الصَّوْت وَهَذَا كُله قد بَينا فَسَاده فِيمَا تقدم
وَأما مَا ذكره من شَوَاهِد الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام على مَا إدعاه من الهذيان والهذر والبهتان على المتعالي عَن النُّقْصَان فَلَيْسَ لَهُ فِي شَيْء من ذَلِك شَاهد وحاشا أَنْبيَاء الله وَكتبه من مذْهبه الْفَاسِد وَغَايَة تِلْكَ الشواهد أَن تدل على رِسَالَة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَلَيْسَت دلالتها قَاطِعَة على ذَلِك فتدبرها بفهمك وخذها بِقِيَاس عقلك
وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك وأشباهه فِي بَاب النبوات بعد هَذَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد أَتَيْنَا على مَا أردنَا ذكره فِي هَذَا الْبَاب وَالْحَمْد لله على أَنا أَغْفَلنَا كثيرا من أَلْفَاظ أغشتين يُمكن الْبَحْث فِيهَا تركناها لِئَلَّا يطول الْكتاب وَيخرج عَن الضَّبْط هَذَا الْبَاب
على أَن هَذَا من كَلَامه هُوَ اللب واللباب هَذَا مَعَ أَن الأمل إِن وَافق الْقدر أَن أرد على القس أغشتين كَلَامه وأبطل من ذَلِك الْكتاب قَصده ومرامه
وحسبنا الله وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه