الثانية: قال أرباب علم الهيئة (?): كسوف الشمس لا حقيقة له، فإنها لا تتغير في نفسها. وإنما القمر يحول بيننا وبينها، ونورها
باق.
وأما خسوف القمر فحقيقة، فإن ضوءه من ضوء الشمس، وكسوفه بحيلولة ظل الأرض بين الشمس وبينه بنقطة التقاطع فلا يبقى
فيه ضوء البتة، ورد هذا عليهم ابن العربي (?) في الأحوذي [وكذبهم] (?) من أوجه:
منها: قد قلتم إن الشمس أضعاف القمر في الجرمية فكيف يحجب الصغير الكبير إذا قابله. وحكمة كسوفهما أنهما لما كانا من
الآيات الباهرة وعبدا من دون الله واعتقد بعضهم تأثيرها في العالم