وقال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: " لو كنت مغتابًا أحدًا لاغتبت والديَّ؛ لأنهما أحق بحسناتي ".
وقال أيضاً: (قلت لسفيان الثوري: " ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة! ما سمعته يغتاب عدوًا له "، قال: " والله هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها " (?).
فمهما آمن العبد بما ورد من الأخبار في الغيبة لم يطلق لسانه بها خوفًا من ذلك.
بأن يحمد الله على نعمة النطق التي حُرمها غيره، ويعلم أن من شكرها استعمالها في مرضاة المنعم عليه بها، الذي أسداها إليه ليعبده بها ويذكره ويشكره، لا ليخوض بها في أعراض الناس، ويستطيل بها على خلق الله تعالى، قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]، وقال عز وجل: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82] (?).
وقيل للحسن: " يا أبا سعيد: من أشد الناس صُراخًا يوم القيامة؟ "،
فقال: " رجل رُزق نعمة؛ فاستعان بها على معصية الله ".
أنالَكَ رزقَه لتقومَ فيه ... بطاعته وتشكرَ بعضَ حَقِّهْ
فلم تشكر لنعمته ولكن ... قَوِيتَ على معاصيه برزقهْ