حمّام بالهزّازة.
حمّام الملاّح.
حمّاما فخر الدين الوالي.
حمّاما جمال الدولة.
حمّام بدر الدين بن أبي الهيجاء.
حمّام بهاء الدين بن أبي الهيجاء.
حمّامان ببانقوسا أحدهما لابن أبي الحصين والأخرى تُعرَف بالمغارة.
وبدار فخر الدين الوالي حمّام.
وهذه الحمّامات التي ذكرتُها بحسب ما وصل إليه علمي وفارقتُ عليه بلدي في سنة حمّام فخر الدين أخي شمس الدين لؤلؤ.
سبع وخمسين وستّمائة. وهي على هذه الكثرة كانت لا تكفي من بحلب ولقد بلغني أنّها في العصر الّذي وضعتُ فيه هذا الكتاب دون العشرة. إنّ في ذلك لعبرةً لمن يتفكّر أو يخشى وتذكرةً يتحقّق بها القدرة على الفناء بعد المنشأ.
الباب الخامس عشر في
ذكر نهرها وقنيّها الداخلة إلى البلد
نهر قُوَيْق له مخرجان شاهدتُهما وبين حلب وبينهما أربعة وعشرون ميلاً أحدهما في قرية يُقال لها الحُسَيْنيّة بالقرب من عزاز تخرج الماء من عين كبيرة فتجري في نهر ويخرج بين جبلَيْن حتّى يقع في الوطأة الّتي قبليّ الجبل الممتدّ من بلد عزاز شرقاً وغرباً. والمخرج الآخر يجتمع من عيون ماء من سِنياب ومن قرى حولها كلّها من بلد الراوندن فتجتمع مياه تلك الأعين وتجري في نهر يخرج من فم سنياب فيقع في الوطأة المذكورة ويجتمع النهران فيصيران نهراً واحداً في بلد عزاز وهو نهر قُوَيْق ثمّيجري إلى دابق ويمرّ بمدينة حلب وتمدّه عيون قبل وصوله إليها وكذلك بعد أن يتجاوز وتدّه العين المباركة فيقوى وتدور به الأرحاء. وأول هذه الأرحاء قرية مالِد من شماليّ حلب. ويسقي في طريقه مواضع كثيرة حتى ينتهي إلى قنسرين ثم يمرّ إلى المطخ فيغيض في الأجم. وحكى جماعة أنّ نهر قويق يغيض في المطبخ ويخرج إلى بحيرة أفامية وأنّ قويق إذا مدّ في الشتاء احمرّ ماء بحيرة أفامية فاستدلّوا بذلك على ما ذكروه. والمسافة بين مغيضه وأفامية مقدار أربعة عشر ميلاً.
وقال أبو زيد البَلْخيّ في تأريخه: ومخرج نهر من حدود دابق دون حلب بثمانية عشر ميلاً ويغيض في أجمة أسفل حلب.
وقال ابن حَوقَل النَصيبينيّ فيما وقفت عليه فيه: ولها - يعني حلب - وادٍ يُعرف بأبي الحسن قُوَيْق وشرب أهلها منه وفيه قليل طفس.
وذكر الحسن بن أحمد المهلّبي في كتاب المسالك والممالك الّذي صنعه للعزيز الفاطميّ لمّا ذكر حلب قال: وشرب أهلها من نهر على باب المدينة يُعرَف بقُوَيْق ويُكنيه أهل الخلاعة أبا الحسن.
وقال أبو الحسين بن المنادي في كتابه المسمّى بالحافظ: مخرج قُوَيْق نهر حلب من قرية تُدعى سِنياب على سبعة أميال من دابق يمرّ إلى حلب ثمانية عشر ميلاً ثمّ إلى المرج الأحمر اثني عشر ميلاً ثم يغيض في الأجمة فمن مخرجه إلى مغيضه اثنان وأربعون ميلاً والمرج الأحمر هذا هو المعروف الآن بمرج تلّ السلطان وإنّما عُرف بتلّ السلطان لأنّ السلطان ألب أرسلان السلجوقيّ نزل في خيم به مدّةً فنُسب إليه.
جاء عن بعض المفسّرين في قوله تعالى:) إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ (كان ذلك على نهر حلب يُقال له قويق.
أحسن ما وُصف به من الشعر قول أبي بكر أحمد بن محمّد الصَنَوْبَريّ في القافيّة وهي:
قُوَيْقُ لَهُ عَهْدٌ لَدَيْنا ومِيثاقُ ... وَهَذِي العُهُودُ وَالمَواثيقُ أَطْواقُ
نَفَي الخَوْفَ أَنّا لا غَريقٌ نَرى لَه ... فَنَحْنُ عَلى أَمْنٍ وَذَا الأَمْنُ أَرْزاقُ
وَنَزَّهَهُ أَلاَّ سَفينَةُ تَمْتَطِي ... َمطاهُ لَها وَخْدٌ عَلَيْهِ وَإِعناقُ
وَأَنْ لَيْسَ يَعْتاقُ التَماسيحُ شُرْبَهُ ... إِذا اعْتاقَ شَرْبَ النِيلِ مِنْهُنَّ مُعْتاقُ
وَلا فيهِ سِلَّوْرٌ وَلَو كانَ لَمْ أَكُنْ ... أَرَى أَنَّهُ إِلاَّ حَميمٌ وغَسّاقُ
بَلَى تُعْلِنُ التَسْبِيحَ في جَنَباتِهِ ... عَلاَجِمُ بِالتَسْبِيحِ مُذْ كُنَّ حُذّاقُ
أَقامَتْ بِهِ الحِيتانُ شَوْقاً ولَمْ يَزَلْ ... يُقامُ عَلى شَطَّيْهِ لِلطَّيْرِ أَسْواقُ
وَسُرْبِلَ بالأَرْحاءِ مَثْنىً وَمَوْحَداً ... َكما سَرْبَلَتْ غُصْناً مِنَ البانِ أَوْراقُ
وَفاضَتْ عُيونٌ مِنْ نَواحِيهِ زُرَّفٌ ... وَلَمّا تُعاوِنْها جُفونٌ وَآماقُ