المدرسة الجُرْديكيّة - أنشأها الأمير عزّ الدين جُرديك النوريّ بالبلاط في سنة تسعين وخمسمائة وانتهت في سنة إحدى. وأول من ولي تدريسها الشيخ مقرّب الدين أبو حفص عمر بن عليّ بن محمّد بن فارس بن عثمان بن فارس بن محمّد بن قُشّام التميميّ الحنفيّوكان قد تفقّه على الإمام عبد الرحمان الغَزْنَوي وعلى علاء الدين الكاساني ولم يزل مدرساً بها إلى أن تُوفيّ ليلة السبت الثاني من جمادى الآخر سنة ثلاث وعشرين وستمائة وكان مولده ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. ثمّ ولي تدريسها بعده نجم الدين عمر بن أبي يَعْلي عبد المنعم بن هبة الله الرَعْباني ويُعرَف بابن أمين الدولة ولم يزل بها إلى أن عزل نفسه إما في سنة ثلاث أو أربع وأربعين وانقطع في بيته ولم يزل منقطعاً في بيته إلى أن قُتل في بيته عند استيلاء التتر على حلب. ثمّ وليها بعده صفيّ الدين عمر ابن زُقزُق الحَمَويّ ولم يزل مدرّساً بها إلى أن جدّد الطواشي مرشد المظفّريّ بحماه مدرسةً فاستدعاه فتوّجه إليه في سنة اثنتين وخمسين وستّمائة وتولّى بعده محيي الدين محمّد بن يعقوب بت إبراهيم بن النحّاس ولم يزل إلى أن انقضت الدولة الناصريّة.
المدرسة المُقَدَّميّة - أنشأها عزّ الدين عبد الملك المقدّم وكانت أحد الكنائس الأربع التي صيّرها القاضي أبو الحسن بن الخشّاب مساجد في سنة ثمان عشرة وخمسمائة وأضاف إليها داراً كانت إلى جانبها وابتُدئ في عمارتها في سنة خمس وأربعين وخمسمائة. وأوّل من درّس بها برهان الدين أبو العباّس أحمد بن عليّ الأصوليّ المقدّم ذكره. ثمّ وليها بعده السيّد الشريف الإمام العالم افتخار الدين عبد المطّلب بن الفضل الهاشميّ المقدّم ذكره في المدرسة الحلاّويّة ولم يزل بها إلى أن تُوفيّ. ووليها بعده ولده أبو المعالي الفضل ولم يزل بها إلى أن تُوفيّ. وتولاّها بعده شهاب الدين أحمد بن يوسف بن عبد الواحد الأنصاري ولم يزل بها إلى أن تُوفيّ. ووليها بعده افتخار الدين أبو المفاخر محمّد بن تاج الدين أبي الفتح يحيى بن القاضي أبي غانم محمّد بن أبي جرادة المعروف بابن العديم ولم يزل بها مدرساً إلى أن قُتل عند استيلاء التتر على حلب.
المدرسة الجاوُليَّة - أوّل من درّس بها الشيخ الإمام العالم غلاء الدين أبو بكر بن مسعود أحمد أمير كاسان الكاسانيّ المقدّم ذكره ولم يزل بها مدرّساً إلى أن تُوفيّ. فوليها بعده الشيخ جمال الدين خليفة بن سليمان بن خليفة القرشيّ المقدّم ذكره إلى أن مات. فوليها بعده نجم الدين أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن خُشّنام الكرديّ الهكّاريّ المعروف بالحلبيّ ولم يزل بها مدرّساً إلى أن كانت فتنة التتر فقُتل فيها.
المدرسة الطُمانيّة - أنشأها الأميرُ حسام الدين طُمان النوريّ. أوّل من درّس بها السيّد الشريف افتخار الدين عبد المطلّب ثمّ أثر بها أبا حفص عمر بن حَفّاظ بن خليفة بن حَفَّاظ المعروف بابن العقّاد الحمويّ أحد طلبة علاء الدين الكاساني ثمّ سافر عنها فوليها شهاب الدين أحمد بن يوسف المقدّم ذكره ولم يزل بها إلى أن رحل إلى بغداد في سنة اثنتين وثلاثين وستّمائة فوليها بعده ضياء الدين محمد بن ضياء الدين عمر بن حفّاظ المعروف بالنحويّ ولم يزل مدرّساً بها إلى أن تُوفي في سنة اثنتين وأربعين وستّمائة. فوليها بعده شمس الدين محمد الماردانيّ ثمّ رحل عنها فوليها الإمام الأجلّ نجم الدين عبد الرحمان بن إدريس بن حسن الخلاطيّ مولداً الحلبيّ منشأ وعليه انقضت الدولة الناصريّة.
المدرسة الحُساميّة - أنشأها الأمير حسام الدين محمود بن خُتْلو والي حلب كان. أوّل من درّس بها الشيخ بدر الدين يعقوب بن إبراهيم بن محمد بن النحّاس الحلبيّ ولم يزل مدرّساً بها إلى أن تُوفي سنة سبع وثلاثين وستّمائة فوليها بعده ولده محيي الدين محمد ولم يزل بها إلى انقضاء دولة الملك الناصر.