وأما أسماء المائة الخلق التي سأل إبليس ربه وجعلها جنوده كما أعطى آدم صلوات الله عليه: فلما أعطي ىدم صلوات الله عليه المائة خلق وقيل له هذا جند من جنود الله استعملها على عدوك إبليس فسأل إبليس ربه أن يعطيه أضدادها كي يحاربه بها فأعطاه إياها فجعل الهوى ملكاً وجعل ما أعطي تابعاً له وأعواناً وجنوداً كما جعل العقل ما أعطي جنوداً وأعواناً وهي الكفر، والجهل، والكبر، والحسد، والحقد، والكر، والخداع، والغش، والغل، والخيانة، والعداوة، والكذب، والزور، والبهتان، والبخل، والشر، والنميمة، والغيبة، والغضب، والجبن، والمداهنة، والرياء، والسمعة، والشك، والشرك، والميل، والبدعة، والضلالة، والغي، والخلابة، والغرور، والجور، والظلم، والبغي، والحمق، وقلة المبالاة، والخفة، والطيش، واللعب، والعبث، واللهو، والسهو، والغفلة، والسرور بالدنيا، والفرح بالدنيا، والعجلة، والفظاظة، والغلظة، والخشونة، والعنف، والأنفة، والاستكبار، والفخر بالدنيا، والخيلاء، والتجبر، والحيرة، والكسل، والثقل، والعجز، والتأخير، والملالة، والخطأ، والنسيان، والشهوة، والوهم، والنهمة، والسبة، والأمل، والباطل، والغل، والتيه، والسفه، والضحك، والحمق، والجزع، والكفران، وطلب العفو، وحب الدنيا، والإسراف، ومحمدة الناس، والمدحة، والشبهة، والحرام، والزينة، والحرص، والفحش، والقساوة، والشره، والأشر، والبطر والقنوط، والسماجة، والبذخ، والتخيل، والمرح، والتمني، والتجبر، والنخوة، والتجسس، والغبن، والريبة، والشكاية، والحلف، والصلف، فهذه الجنود التي أعطي وهي مائة خلق من أخلاق الهوى التابع له وهي أعوان أخلاق آدم فعدو العلم الجهل، وعدو العلم الحرق، وعدو العقل البغي، وعدو العمل الكسل، وعدو اللين الخشونة، وعدو التأني العجلة، وعدو اليقين الشك، وعدو الورع الفجور، وعدو الشكر الكفران، وعدو الصدق الكذب، وعدو الصبر الجزع، وعدو الرفق العنف، وعدو الصواب الخطأ، وعدو الذكر النسيان، ثم على هذه الصفة إلى آخره، فمتى استعمل الآدمي خلقاً من تلك الأخلاق أبرز الهوى خلقاً من أخلاقه ليحاربه لعله يقهره فهذه صفة الأخلاق وبيانها.
رجعنا إلى ما كنا فيه من شأن القلب والنفس والصدر ومعسكرهما فللقلب سبع مدائن بعضها في بعض بحيطانها وأبوابها وستورها والملك في أقصاها وهو اللباب بجنوده والصدر مدينة عظيمة حولها ممر فيه المدائن والمجالس والعسكر والمعاون، والعقل معدنه في الدماغ ومسكنه في الصدر بجنوده وحشمه وهو والي الملك أعني المعرفة. والنفس مدينتان عظيمتان؛ إحداهما في الأخرى، إحداهما باطنة، والأخرى ظاهرة.