يا أمير المؤمنين: أتشهد على إقرارك بما فيه؟
قال: بلى.
قال: خار الله لك يا أبا العباس، فبكى المستعين، وقال:
يا رب إن كنت خلعتني من خلافتك، فلا تخلعنى من رحمتك!
لما أدخل عليه العدول ليشهدوا، قال:
لا مرحباً بهذه الوجوه التي لا ترى إلا في الكسوف! ولما حرّضته أمه «قبيحة» على طلب ثأره من الأتراك الذين قتلوا المتوكل، وأبرزت قميصه المضرج بدمه قال لها:
ارفعيه، وإلا صار القميص قميصين، فما عادت لعادتها تلك!
45- المهتدي بالله «2»
لما أخرج ليبايع لم يكن «المعتز» خلع نفسه بعد ذلك، فقال:
لا يجتمع أسدان في غابة، ولا فحلان في عانة «3» وقال مرة: عاون على الخير تسلم، ولا تؤخره تندم! فقيل له: هذا بيت شعر، فقال: والله ما تعمدته.
من عرف بالحلم كثرت الجراءة عليه.
وكان يقول: لم يطع الله من عصى سلطانه!