أما الضابط السادس: أنه يجب على المجتهدين من العلماء أن يكونوا ملمين من علوم القرآن بالقدر الكافي، وأن يكون لديهم استعداد شخصي يعززه رجوعهم إلى أمهات كتب التفسير، فهذا أقل مقتضيات التحري وعدم التورط في الكلام في كتاب الله بغير علم؛ أن يكون عارفًا بأحكام القرآن وبكلام القرآن وبطرق التفسير كما أوجز ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في عبارتين: أنه يكون عارفًا بكلام أهل التفسير، وأنه يكون عارفًا بلغة العرب.
أما الضابط السابع: فإنه يجب على المجتهدين من الباحثين أن يكونوا على معرفة تامة بالظاهرة العلمية قيد البحث، وتاريخ المصطلحات الفنية المتعلقة بها.
هذه ضوابط وضعها العلماء للكلام في الإعجاز العلمي.
النقطة الرابعة التي نتناولها: هي أوجه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم:
هذه نقطة واسعة، الناظر في القرآن يجد آيات كثيرة بها إعجاز علمي، بالمعنى الذي ذكرناه في بداية التعريف، حقيقة علمية أثبتها العلم التجريبي، ما كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام أن يتعرفوا عليها في زمانهم، هذا المعنى بهذا المصطلح نجده في آيات كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى.
أوجه الإعجاز العلمي في القرآن شملت أشياء كثيرة، في السماء في الأرض في الجبال في البحار وفي النبات وفي عالم الحيوان وفي عالم الحشرات، وفي عالم الطيور وفي الآفاق وفي الأنفس، بل في القضايا العلمية المعاصرة؛ قضايا الاستنساخ والتلوث البيئي واحتمالات الحياة على كواكب أخرى، كل ذلك تعرّض له القرآن الكريم، وهناك آيات أسهمت في هذا المجال ووضحته، وكان ذلك آيةَ إعجاز في كتاب الله -سبحانه وتعالى- في هذه المسألة.