هذه شهادة الوليد بن المغيرة -الذي لم يؤمن بالقرآن- في القرآن كلغة وكمعجزة لغوية.

أما إن كنت الرجل الثاني؛ بمعنى أنك تعرف لغة العرب، فيقول الشيخ: أما إن كنت قد أُوتيت حظك من معرفة فروق الكلام والميز بين أساليبه، فاقرأ ما شئت من خطب العرب وأشعارها وحِكمها وأمثالها ورسائلها ومحاورتها متتبعًا في ذلك عصور الجاهلية والإسلام على اختلاف طبقاتها، ثم افتح صفحةً من هذا الكتاب العزيز وانظر ماذا ترى؟

أسلوب عجب، ومنهج في الحديث فذٌّ مبتكر، كأن ما سواه من أوضاع الكلام منقول، وكأنه بينها على حد قول بعض الأدباء وضع مرتجل، لا ترى سابقًا جاء بمثاله ولا لاحقًا طَبع على غراره، فلو أن آيةً منه جاءتك في جمهرة من أقوال البلغاء لدلت على مكانها، واستمازت من بينها كما يستميز اللحن الحساس بين ضروب الألحان، أو الفاكهة الجديدة بين ألوان الطعام.

كلام جميل من شيخنا دراز يوضّح به الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم، ونحمد الله -سبحانه وتعالى- ونصلي على رسولنا -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015