نقدم أو نؤخر في صياغة الآية الكريمة، وذلك لنا معه شأن -إن شاء الله- عند إفراد الحديث عن النظم وما به من جمال وآيات عظيمة في كتاب الله -سبحانه وتعالى.

قدسية القرآن

ننتقل إلى النقطة الثانية وهي نقطة "قدسيته":

أي القرآن كتاب مقدس القرآن منزل من عند الله -سبحانه وتعالى- وكما قلنا تكفل الله بحفظه، فكان من أوجه قداسته وطهارته وتنزيهه أنه خلا من التناقض ولم تتطرق إليه يد التحريف ولم يعتريه عُرى النسيان، فإنما هو بكامل قداسته وطهارته وتنزيهه منزّل من الله -سبحانه وتعالى، وهذا الأمر له مصدرٌ لا بد أن نقف معه، وهو أن مصدر الوحي هو الله -سبحانه وتعالى، وهذا مدار حديثنا عن هذه النقطة وهي نقطة قدسية القرآن الكريم، فهو من الله -سبحانه وتعالى، لم يقله بشر ولا ملك، وأدلة ذلك فيه؛ بمعنى أن المتأمل للقرآن الكريم والناظر فيه يتبين له يقينا أن هذا الكلام لا يمكن أن يكون من عند محمد -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- وأن هذا الكلام له قدسية ومنزّل من إله قادر قاهر، يملك محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وسائر البشر -سبحانه وتعالى- بل يملك كل شيء له ملك السماوات والأرض وما فيهن، جل في علاه.

انظر معي -رحمك الله- إلى هذا الكلام البديع الذي تناوله الدكتور محمد عبد الله دراز في كتابه (النبأ العظيم) يتحدث فيه عن هذه المسألة -مسألة قدسية القرآن ومصدره وأنه وحي من الله سبحانه وتعالى- يقدم الشيخ بحقيقة نسلم بها جميعًا يقول: لقد علم الناس أجمعون علما لا يخالطه شك أن هذا الكتاب العزيز جاء على لسان رجل عربي أمي ولد بمكة في القرن السادس الميلادي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، هذا القدر لا خلاف فيه بين مؤمن وملحد؛ لأن شهادة التاريخ المتواتر به لا يماثلها ولا يدانيها شهادته لكتاب غيره ولا لحادث غيره ظهر على وجه الأرض، هذا أمر مسلّم به وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان دوره مع القرآن الكريم يتركز في أربع نقاط:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015