(الجواب الصحيح) والدكتور محمد عبد الله دراز في كتابه (النبأ العظيم) والدكتور محمد رجب بيومي في (الموسوعة القرآنية المتخصصة) تناول هذه المسالة، والدكتور أحمد أحمد بدوي في كتابه (من بلاغ القرآن) كل هؤلاء تعرضوا لهذه المسألة، فإن أردت المزيد من التفاصيل فعليك أن ترجع إلى هذه المراجع.

أما إن لم تكن همتك قد ارتقت إلى هذا الحد، وإنما تريد خلاصة القول فانتبه معي -رحمك الله- لهذه النقاط التي تحوي الإجابة الشافية إن شاء الله -سبحانه وتعالى-:

أولًا: الصَّرفَة لغةً واصطلاحًا:

الصرفة في اللغة: هو الرد والمنع كما ذكر الجرجاني في (التعريفات) ويقال: صرف الله عنك السوء، ومن المجاز صرف عن عمله أي عزل، وهو لفظ قرآني: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِين} (يوسف: 24) {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} (آل عمران: 152) ومن هذا المعنى اللغوي انطلقت تفاسير العلماء للصرفة؛ فهي تعني أن العرب لم يكونوا عاجزين عن معارضة القرآن ولا الإتيان بمثله طبْعًا، إلا أن الله صرف همتهم وحبس لسانهم وسلبهم قدرتهم لطفًا بنبيه -صلى الله عليه وسلم- وفضلًا منه عليه؛ وذلك قوله تعالى: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} (النساء: 113) هذا ما ذكره الفيروزآبادي في (بصائر ذوي التمييز) وعلق على هذا الكلام بأنه قول مردودٌ غير مرضي.

والصرفة: هي أن العربي كان على مثل نظم القرآن قادرًا، وإنما صرفه الله عن ذلك ضربًا من الصرف أو منعه من الإتيان بمثله ضربًا من المنع، أو قصرت دواعيه إليه دونه مع قدرته عليه؛ ليتكامل ما أراده الله من الدلالة ويحصل ما قصده من إيجاد الحجة، أو هو أن الله صرف قلوب الأمم عن معارضته مع قيام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015