الإعجاز العلمي في كتاب الله إلا من قبل المتخصصين كل في حقل تخصصه، فلا يقوى فرد واحد على معالجة كل القضايا الكونية التي تعرض لها القرآن الكريم من خلقِ الكونِ وإفنائه إلى خلق مراحل الجنين الإنساني المتعاقبة، إلى العديد من الظواهر الكونية المتكررة إلى غير ذلك من مختلف الآيات الكونية الواردة في كتاب الله. هذا هو الفرق بين الإعجاز العلمي، والتفسير العلمي للقرآن الكريم.
نأتي إلى موضوع يتعلق بتوسيع الكون؛ وذلك في قول الله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات: 47):
قال المفسرون في معنى هذه الآية: حينما نقرأ في تفسير الفخر الرازي جزء 14 صـ 227 نجد أنه يقول: "وإنا لموسعون يقول: فيه وجوه أحدها أنه من السعة، أي: أوسعناها بحيث صارت الأرض، وما يحيط بها من الماء، والهواء بالنسبة إلى السماء وسعتها كحلقة في فلاة والبناء الواسع الفضاء عجيب؛ فإن القبة الواسعة لا يقدر عليها البناءون لأنهم يحتاجون إلى إقامة آلة يصح بها استدارتها ويثبت بها تماسك أجزائها إلى أن يتصل بعضها ببعض". هكذا قال الفخر الرازي، ثم بعد ذلك يقول الصاوي في حاشيته على الجلالين: "وإنا لموسعون من أوسع متعديًا، والفعل محذوف، أي: لموسعون السماء". (حاشية الصاوي على الجلالين) جزء 4 صـ 127، 128.
يقول صاحب (الظلال): "إن الآية عودة إلى المعرض الكوني الذي افتتحت به السورة في سورة من سوره الكثيرة التي يظهرها ويجليها القرآن للقلوب، واستطراد في الإشارة إلى آيات الله هنا وهناك يصل آية نوح بآية السماء وآية