معنى التلألؤ واللمعان، وفي {الْمَرْجَانُ} معنى المرج والاختلاط، فالأوفق لذلك ما قيل ثانيًا فيهما، ورُوي عن ابن مسعود أنه قال: المرجان الخرز الأحم ر.
وحاصل ما سبق أن {الْمَرْجَانُ} نوع من الزينة يكون بألوان مختلفة؛ بيضاء وحمراء وكبيرًا وصغيرًا، وهو حجر يكون كالقضبان قد يكون صغيرًا كاللؤلؤ؛ أي: الخرز، وهو في الآية غير اللؤلؤ، وحرف العطف بينهما يقتضي المغايرة، والمرجان لا يوجد إلا في البحار المالحة.
وهيا إلى النص القرآني لنرى دقائق الأسرار التي كشفت عنها اليوم علم البحار، قال تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} تصف الآيات اللقاء بين البحار المالحة، ودليل ذلك:
أ- لقد أطلقت الآية {الْبَحْرَيْنِ}، فدلَّ ذلك على أن {الْبَحْرَيْنِ} ملحان.
ب- بيَّنت الآية الأخيرة أن {الْبَحْرَيْنِ} {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ}، وقد تبيَّن أن المرجان لا يكون إلا في البحار الملحة، فدل ذلك على أن الآية تتحدث عن بحرين ملحين.
ج- عندما ذكرت منطقة اللقاء بين البحر والنهر في سورة الفرقان، بيَّنت الآية أن بينهما شيئين:
1 - البرزخ، 2 - الحجر المحجور، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا}، أما في هذه الآيات من سورة الرحمن فقد بيَّنت أن الفاصل هو البرزخ؛ فدل ذلك على أن اللقاء هنا بين بحرين لا عذب