الأصل لماء الملح دون العذب". قال ابن منظور: "وقد غلب على الملح حتى قلَّ في العذب، فإذا أُطلق البحر دلَّ على البحر المالح، وإذا قُيِّد دلَّ على ما قيد به"، والقرآن الكريم يستعمل لفظ الأنهار؛ للدلالة على المياه العذبة، ويُطلق البحر ليدل على البحر الملح، قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ} (إبراهيم: 32)، وكذلك إذا أُطلق البحر في الحديث، ((إنا نركب البحر ومعنا القليل من الماء)) يقصد بذلك البحر الملح.
- معنى كلمة البرزخ:
البرزخ هو الحاجز، وقد ذهب أكثر المفسرين إلى أنه لا يُرى:
بعد ذلك نأتي إلى قوله: {لَا يَبْغِيَانِ} البغي قال ابن منظور: وأصل البغي مجاوزة الحد، وبمثله قال الجوهري والأصفهاني، {الْمَرْجَانُ}، قال ابن الجوزي: وحكى القاضي أبو يعلى أن {الْمَرْجَانُ} ضرب من اللؤلؤ كالقضبان، وروي عن الزجاج قوله: {الْمَرْجَانُ} أبيض شديد البياض، وقال ابن مسعود: {الْمَرْجَانُ} الخرز الأحمر، وقال أبو حيان: وقال أبو عبد الله وأبو مالك: {الْمَرْجَانُ} الحجر الأحمر، وقال الزجاج: حجر شديد البياض، وحكى القاضي أبو يعلى أنه ضرب من اللؤلؤ كالقضبان، وقال القرطبي: وقيل {الْمَرْجَانُ} عظام اللؤلؤ وكباره، قاله علي وابن عباس -رضي الله عنهما، واللؤلؤ صغاره، وعنهما أيضًا بالعكس أن اللؤلؤ كبار اللؤلؤ، و {الْمَرْجَانُ} صغاره؛ قاله الضحاك وقتادة، وقال الألوسي: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ} صغار الدر و {الْمَرْجَانُ} كباره، وقد رووا ذلك عن علي ومجاهد وابن عباس، ورُوي أيضًا عن ابن عباس ومجاهد وقتادة العكس، وأظنّ أنه إن اعتبر في اللؤلؤ