مسببات تكاثر البكتيريا تحت سيطرتها فتقوم بعملها كوحدة صحية متكاملة، إن أول هدفها هو محو كافة هذه المسببات التي من المحتمل أن يتكون منها البكتيريا، فالنظام الصحي مبد ؤ ها الأساسي هو عدم السماح بدخول الأجسام الغريبة أو إبعادها من الخلية، ولهذا السبب يوجد دائمًا حراس خارج الخلية لأداء هذه المهمة، وبالرغم من هذه الحراسة الشديدة فقد يمكن أن تدخل إلى الخلية أجسام غريبة مثلًا بعوضة أو أي حشرة أخرى، وفي هذه الحالة فإن النحل يكون بحالة نفير عام حتى ت رمي هذا الجسم الغريب خارج الخلية؛ قال تعالى: {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} (يس: 72، 73).
وفي حالة عدم استطاعتهم رمي الجسم الغريب الذي دخل الخلية لكبر حجمها تقوم بتحنيط الجسم الغريب وجعلها كمومياء؛ فالنحل لهذه الحالة تقوم بصنع مادة شمع راتينج النحل التي تستعملها في عملية التحنيط، تقوم النحل بجمع مادة راتينج من أشجار الصنوبر أقاصيا والحور وبإضافة بعض إفرازات الخاصة عليها وتستعمل هذه المادة في بناء جدران الخلية المردومة، وعند تماس هذه المادة بالهواء فإنها تتصلب، وبهذه الطريقة فإن جميع المؤثرات الخارجية لا تستطيع أن تصل الخلية، وتستعمل النحل هذه المادة في كثير من أعمالها.
في هذه النقطة هناك الكثير من الأسئلة يتبادر إلى الذهن منها خاصية شمع العسل التي لا تأوي فيها البكتيريا، ولهذا السبب فهذه مادة مثالية في عملية التحنيط التي تقوم بها، لكن كيف تعرف أن هذه المادة مثالية في عملية التحنيط لصناعة هذه المادة، يجب أن تكون ذات مستوى معين في علم الكيمياء والنحلة ليست إلا حشرة ذات طول يتراوح ما بين 1 و2 سم، وليس لها علم في أي موضوع، وأن جسمها لا يحتوي على مختبر ك ي مياوي، بل إ نها تقوم فقط بفعل ما تعلمته من علم ربها، وهذا واضح جدًّا.