المقالة الثالثة: الإعجاز العلمي

المقالة الثالثة

الإعجاز العلمي

الحديث عن الإعجاز القرآني ـ فضلاً عما يُسمَّى بالإعجاز العلمي ـ ذو شجون.

لكن مما يحسن التنبيه عليه في بدء هذا الموضوع أن يعلم أن أهل التفسير ليسوا ضد المخترعات الحديثة والعلم التجريبي، ولكن الإشكالية بينهم وبين المعتنين بالإعجاز في الربط بين هذه المخترعات والمكتشفات وبين النصوص القرآنية، وطريقة ذلك، فهذا الربط فيه محاذير، من أهمها:

أن ما يتوصل إليه الباحثون عُرضة للنقض في حالة اكتشاف ما يناقضه، ولا يمكن لأحد من البشر أن يدَّعي العصمة لأحد من الناس إلا مَن عصمه الله.

لا سيما وأن كثيراً من المكتشفات التي تذكر في الإعجاز العلمي هي أمور غير محسوسة، وإنما هي مبنية على استنتاجات ودراسات الله أعلم بصحتها، إذ لا زالت الدراسات إلى اليوم تنقض ما كان يقال بأنه حقيقة لا رجعة فيه، وذلك معروف وواضح من قصور العلم البشري الذي يتطور شيئاً فشيئاً.

ولا يفهم من هذا أنني أدعو إلى عدم دراسة هذه الأمور المفيدة للناس في حياتهم الدنيا وإنما التحفظ على ربطها بالنصوص الشرعية والطريقة المتبعة في ذلك.

لكن لما كان الحديث منصبّاً على مسألة الإعجاز العلمي، فإني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015