وقال القاضي عياض - رحمه الله -: (وهذا كلام حسن مليح، وليس فيه دليل على الاستحالة إلا من حيث ضعفُ القدرة، فإذا قوَّى الله من يشاء (?) من عباده وأقدره على حمل أعباء الرؤية لم يمتنع (?) في حقه. وقد عُرف (?) من قوة بصر موسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ونفوذ (?) إدراكهما بقوةٍ إلهيةِ مُنحاها لإدراكِ (?) ما أدركاه، ورؤية ما رأياه، والله أعلم) (?).
وبالجملة: ليست في الآيات نصٌّ بالمنع، وقول مَنْ قال: رآه بعينيه (?) إنَّما بناه على اعتقاده باجتهاده (?)، ولم يسنده إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. والأحاديث مضطربةٌ في المعنى؛ لتعارضها، وفي الإسناد؛ لضعفها، والتأويل ليس قاطعاً بشيء، وحديث أبي ذر - رضي الله عنه - في صحيح مسلم لمَّا سأله عنها، قال (?): "رأيت نوراً"، ورُوي: "نورٌ أَنَّى أراه" (?)، فقد