الفصل الخامس الاعتصام بالله عند الصالحات من إماء الله تعالى -:

وكان حبيب بن سلمة يستحب إذا لقي العدو أو ناهض حصنًا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله وإنه ناهض يوما حصنا فانهزم الروم فقالها المسلمون أي قالوا -لا حول ولا قوة إلا بالله- فانصرع الحصن وفتح الله على المسلمين. (?)

الموقف الثامن:

عن عبد الله بن جعفر: أن رجلاً أصابه مرض شديد، منعه من الطعام والشراب والنوم، فبينا هو ذات ليل، إذا سمع صوتًا، فإذا هو يسمع كلاما، فوعاه، فبرأ من مكانه: اللهم أنا عبدك، ولك أملي، فاجعل الشفاء في جسدي، واليقين في قلبي، والنور في بصري، وذكرك في الليل والنهار ما بقيت في لساني، وارزقني منك رزقاً غير ممنوع ولا محظور. (?).

فهذا الدعاء فيه أن الاعتصام بالله هو النجاة وفيه سعادة المرء في دنياه وأخراه.

الموقف التاسع:

إن رجلاً وفد على هشام بن عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، لقد رأيت في طريقي عجبًا.

قال: وما هو؟ قال: بينما أنا أسير بين جبلي طي، إذ نظرت فإذا عن يميني أسد كالبغل، وعن يساري ثعبان كالحبل مقبلان نحوي. ورفعت رأسي إلى السماء، وقلت:

يا دافع المكروه قد تراهما ... فنجّني يا ربّ من أذاهما

ومن أذى من كادني سواهما ... لا تجعلن شلوى (?) من قراهما

قال: فقربا مني، حتى وصلا إلي، فتشمماني، حتى لم أشك في الموت، ثم صدرا عني، فنجوت. ولله الحمد. (?).

نجا لما اعتصم بربه وتيقن أنه لا ينجو في هذا الموقف المهلك إلا بتضرعه إلى الله عز وجل والله يقول: أمن يجيب المضطر إذا دعاه (?).

الفصل الخامس

الاعتصام بالله عند الصالحات من إماء الله تعالى -:

الموقف الأول:

اعتصم بالله سارة -رضي الله عنها- زوجة إبراهيم -عليه السلام- لما ذهب إبراهيم -عليه السلام- إلى أرض مصر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015