1 - بينما رجل جالس وهو يعبث بالحصى ويحذف بها، إذ رجعت حصاة منها فصارت في أذنه، فجهد بكل حيلة، فلم يقدر على إخراجها، فبقيت الحصاة في أذنه دهرًا تؤلمه، فبينما هو ذات يوم جالس، إذ سمع قارئاً يقرأ: "أم من يجيب المضطّر إذا دعاه ويكشف السوء ... الآية"، فقال الرجل: يا رب أنت المجيب، وأنا المضطر، فاكشف ضر ما أنا فيه، فنزلت الحصاة من أذنه في الحال.

فهذا الرجل جعل اعتصامه بالله وسؤاله لله وبث ألمه لله ففرج الله عنه وكشف الله كربته.

الموقف الثاني:

2 - لما أخذ أبو جعفر المنصور إسماعيل بن أمية، أمر به إلى السجن، فمر على حائط مكتوب عليه: يا وليي في نعمتي، ويا صاحبي في وحدتي، ويا عدتي في كربتي، قال: فلم يزل يدعو بها حتى خلى سبيله، فمر على ذلك المكان فلم ير شيئًا مكتوبا عليه. (?)

لو تأملت هذا الدعاء لرأيت فيه الاعتصام بالله جل وعلا والتجرد عن كل ما سواه.

الموقف الثالث:

وأحزن عبيد الله الأسناني بأمر ضاق به ذرعا فأتي يحيى بن خالد الأزرق وكان مستجاب الدعوة فرآه مكروبًا فقال: ما شأنك؟ قلتُ دُفعت إلى كيت وكيت -من المصائب والأحزان فقال استعن بالله واصبر فقلت: ادع الله. فحرك شفتيه فانصرفت وقد آتاني الله فرجا (?).

هنا أمره بالاعتصام والصبر والاستعانة بالله جل وعلا.

الموقف الرابع:

دخل الحسن البصري على الحجاج بواسط، فرأى قصره فقال: الحمد لله! أن هؤلاء الملوك - يرون في أنفسهم عبراً، وإنا لنرى فيهم عبراً، يعمد أحدهم إلى قصره فيشيده، وفرس يتخذه، وقد صف به ذباب طمع وفراش نار، ثم يقول: ألا فانظروا ما صنعت، فقد رأينا -يا عدو الله- ما صنعت، فماذا يا أفسق الفاسقين، ويا أفجر الفاجرين، أما أهل السماء فمقتوك. وأما أهل الأرض فلعنوك، ثم خرج وهو يقول: إنما أخذ الله الميثاق على العلماء، ليبيننه للناس، ولا يكتمونه.

فتغيظ الحجاج عليه غيظًا شديدًا، وقال: يا أهل الشام، هذا عبيد أهل البصرة يدخل علي فيشتمني في وجهي فلا يكون له مغير ولا نكير، والله لأقتلنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015