بحال من الأحوال أن يشكل تقرير المصير هدنة، فالمعركة مستمرة، وسنواصل القتال حتى النصر وشعارنا اتحاد، عمل، يقظة، ثقة ...

عاد وزير الخارجية الجزائري الى تأكيد مواصلة القتال، وذلك لتصريحه أثناء انعقاد مؤتمر حكومة الجزائر المؤقتة للدول العربية في دمشق فقال (لن يلقى الشعب الجزائري السلاح الا عندما تحصل الجزائر على حريتها واستقلالها فشعب الجزائر عاقد العزم على مواصلة الكفاح الى أن يتحقق النصر أما شعب فرنسا فهو غير مستعد، وهذه حقيقة تعرفها حكومة فرنسا جيدا) دمشق 8 تشرين الثاني 1959 م.

وفي الرابع من تشرين الأول 1959 م- أصدرت القيادة العليا لجيش التحرير أمرا يوميا أذاعته على المجاهدين في جميع مواقعهم بجبهات القتال بأن أي اقتراح بالاندماج أو الاتحاد مع فرنسا مرفوض ووصفت اعتراف الجنرال بحق تقرير المصير بأنه نصر للثورة وأكدت قيادة الثورة بقولها (ان الثورة قوية أكثر من أي وقت مضى، وأن باب الاستقلال مفتوح للجزائر، استطردت تقول ان هذا النصر نصركم، وتقرير المصير انتزعتموه بكفاحكم يساندكم في ذلك شعب لم يتهرب أمام أية تضحية، وتشد أزركم الدول المحبة للحرية.

حاول الجنرال ديغول: أن يكون قوة ثالثة من بين النزعات القومية للجزائريين من جهة، والمستوطنين الفرنسيين والجيش من جهة أخرى، وراح يكرر في نهاية 1960م عبارة الجزائر الجزائرية، وتمهيدا لهذه الخطة أعلن أنه ليس من الضروري انتظار انتهاء القتال للشروع في تزويد الجزائر الإدارية الخاصة، أجرى انتخابات المجالس البلدية، وظهر فيها أنصاره بالأغلبية الساحقة سواء كانوا من الجزائريين أم من الفرنسيين، وتبين أن هؤلاء قد كونوا اتجاها متميزا عن الاندماجيين كما أعلن ديغول عن نيته في تأسيس جيش جزائري في إطار هذه السياسة، ولكنه أخيرا أدرك استحالة تكوين هذه القوة الثالثة الذي أراد تجمعها من المعتدلين الجزائريين والأوربيين على السواء ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015