القبض على من شارك في الثورة وعلى من لم يشارك فيها، فالشعب كله كان في نظرها مشاركا فيها، فأرادت بهذه الأعمال الوحشية أن تلقي الرعب في قلوب المسلمين لينفصلوا عن الثورة، وكانت توقف الشخصيات في الناحية التي تكثر فيها الحوادث وتحصرها بالجنود والمصفحات كي لا تتسرب الى غيرها من المناطق الأخرى.

أما الأشخاص الذين لهم ماض سياسي، أو سمعة طيبة في اوسط الشعب أو رجال الدين كانت تلقي عليهم القبض أين ما كانوا وتزج بهم في المحتشدات الكبيرة، والسجون المظلمة بعد ما تستنطقهم في المحاكم، وهذه المحاكم هي مزارع المعمرين ومراكز الشرطة وثكنات الجنود، بخلاف المر اكز الرسمية المشهورة للاعتقال. كل هذه المراكز اتخذتها الحكومة الاشتراكية للتعذيب والتنكيل بالشعب، فأشحنتها بآلات التعذيب المختلفة الأنواع والاشكال وجنود المظلات والبوليس السري ورجال الدرك مع كلابهم الشرسة، يسلط على المتهم الضرب أولا، ثم يعلقونه بالأحبال والسلاسل ويحمون الحديد في النار حتى يحمر فيكوون به لحمه في جميع جسده ولا سيما الأماكن الحساسة، ومن بعد يضعون على الأجراح الملح، ويبقى على هذه الحالة من التعذيب مدة تتراوح ما بين ستة ساعات الى ستة عشر ساعة حسب المعذبين له، ومن بعد ينزلونه، وجروحه الدامية فاغرة الافواه فيغطسونه في أحواض الماء القذر المعدة لهذا الغرض خصيصا، ويلزمونه بشرب هذا الماء بواسطة أنبوب حتى تمتلئ معدته من فضلات الانسان وغيرها، ومن بعدما يمتلئ بطنه يدوسونه بأرجلهم فيخرج الماء من المنافذ، ولما تتم هذه العملية يعيدون عليه السؤال. مع من كنت تعمل؟ وأين السلاح؟ الى غير ذلك من الأسئلة المحرجة فإن أبى يجلسونه فوق القارورة ويطلقون عليه الكلاب الشرسة فتمزقه تمزيقا، والضحية في هذه الأحوال كلها مجردة من الثياب منهوكة القوى خائرة الأعصاب، واذا فقدت الوعى والإحساس يسلط عليها تيار كهربائي فيهز كيانها هزا عنيفا تكاد روحها تخرج ويا ليتها تخرج، وتبقى الضحية في هذه الحالة من العذاب مدة من الزمن تتراوح ما بين شهر الى ثلاثه أشهر حتى تخرج ما عندها من المعلومات عن الثورة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015