الاعتبار (صفحة 228)

صيد الخنزير

فأصبحنا يوما في اول يوم من رجب صياما، فقلت للوالد رحمه الله اشتهي أخرج أتشاغل بالصيد عن الصيام. قال أخرج، فخرجت انا وأخي بهاء الدوله ابو المغيث منقذ رحمه الله ومعنا بعض البزاه الى الأزوار فدخلنا في سوس، فقام لنا خنزير ذكر فطعنه أخي، جرحه ودخل ذلك السوس فقال أخي الساعه يكربه الجرح ويخرج استقبله اطعنه اقتله. قلت لاتفعل يضرب فرسك يقتلها. نحن نتحدث والخنزير خرج يريد زورا أخر، فالتقاه أخي طعنه في سنامه أنكسرت فيه عاليه القنطاريه التي طعنه بها ودخل تحت فرس شقراء تحته عشراء محجله شعلاء ضربها رماها ورماه. فأما الفرس فأنفست فخذها وتلفت، وأما هو فأنفكت اصبعه الخنصر وانكسر خاتمه. وركضت انا خلف الخنزير فدخل في سوس مخصب وخناث فيه باقوره نائمه ما أراها من ذلك الغاب فقام منها ثور في صدر حصاني فندسه، فوقعت ووقع الحصان وانكسر لجامه وقمت أخذت الرمح وركبت ولحقته وقد رمى نفسه في النهر، فوقفت على جرف النهر ورزقته بالرمح فوقع فيه وأنكسر منه قدر ذراعين وبقيت الحربه فيه وسبح الى ناحيه النهر، فصحنا بقوم من ذالك الجانب يضربون لبنا لعمارت بيوت في قريه لعمي، فجاءوا ووقفوا عليه وهو تحت جرف لايقدر يطلع منه فجعلوا يرمونه بالحجاره الكبار حتى قتلوه وقلت لركابي لي أنزل اليه، فقلع عدته وتعرى وأخذ سيفه وسبح اليه ثم قتله وسحب برجله وأتى به وهو يقول غرفكم الله بركات صيام رجب! استفتحناه بنجس الخنزير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015