فإذا أنهينا في الصيد وأشبعنا الزاة وحططناها على الماء شربت واستحمت، واليحشور على يد البازيار، فإذا استقبلنا البلد راجعين ونحن في الجبل قالهات اليحشور حمله على يده وسار، إن طارة حجلة من بين يديه أرسله عليها صادها حتى يصيد عشرة اطلاق أو أكثر قدر ما يطير له من الحجل، وهو شبعان لا يحيط منسرة في مذبح حجلة ولا يذق دمها. فإذا دخلنا الدار قالهاتوا طاسة ماء، فجاءوا بطاسة فيها ماء فقدمها إليه وهو على يده رحمه الله فيشرب منها، وإن كان يريد يستحم خضخض منسره في الماء فيدري انه يريد يستحم، فيأمر بإحضار جفنه كبيرة فيها ماء ويقدمها ليها، فيطير ينزل في وسطها ويدف في الماء حتى يكتفي من السباحة ثم يطلع فيحطه على قفاز خشب قد عمل له كبير، ويقرب منه منقل النار، فيتمشق ويتدهن حتى ينشف من الماء، ثم يضع له فرواً مطوياً فينزل إليه ينام عليه، فلا يزال بيننا على ذلك الفرو نائماً حتى يتهرول الليل ويريد الوالد يدخل إلى دار الحرم فيقول لأحدناأحمله فيحمل كما هو نائم على الفرو حتى يحط إلى جانب فراش الوالد رحمه الله. وكان من عجائب هذا الباز وعجائبه كثيرة وأنا أذكر منها ما يحضرني ذكره فإن الأمد قد طال وأنستني السنون كثيراً من أحواله، إن كان في دار الوالد حمام وطيور ماء خضر وأناثها وبيضانيات من التي تكون بين البقر تلقط الذبان في الدار، وكان يدخل الوالد وهذا الباز على يده يجلس على دكة في الدار والباز على قفاز إلى جانبه فلا يطلب شيئاً من تلك الطيور ولا يثب إليها، ولا كأنه مما جرت عادته بصيدها. وكانت المياه تكثر في ظاهر شيزر في الشتاء فيصير براً من سورها نقاع