ابتدأَ فقال: أُخْفِيها لتُجْزَى كُلُّ نفس، قال ضابئ

البرجميّ:

هَمَمْتُ ولمْ أَفعلْ وكِدْتُ وليتَني ... تركْتُ على عُثْمانَ تَبْكي حَلائِلُهْ

أَرادَ: وكدت أَقتله، فحذف ما حذف، إِذا كان غير مُلبِس. ويجوز أَن يكون المعنى: إِنَّ السَّاعة آتية أُريد أُخفيها، قال الله عزَ وجلّ: كذَلِكَ كِدْنَا ليُوسُفَ، فيقال: معناه أَردنا. وأَنشدَنا أَبو عليّ العنزيّ للأَفْوَه:

فإِنْ تَجَمَّعَ أَوْتادٌ وأَعْمِدَةٌ ... وسَاكنٌ بلغوا الأَمرَ الَّذي كَادُوا

معناه الَّذي أَرادوا، وقال الآخر:

كادَتْ وكِدْتُ وتلك خير إِرَادَةٍ ... لوْ عادَ مِنْ لَهْوِ الصَّبابَةِ ما مَضَى

معناه أَرادت وأَردت. ويجوز أَن يكون معنى الآية: إِنَّ السَّاعة آتية أَخفيها لتُجْزَى كُلُّ نفس؛ فيكون أَكاد مزيداً للتَّوكيد، قال الشَّاعر:

سَريعاً إِلى الهيجاءِ شاكٍ سِلاحُهُ ... فما إِنْ يَكادُ قِرْنُهُ يتنفَّسُ

أَرادَ: فما كاد قرنه. وقالَ أَبو النَّجم:

وإِنْ أَتاكَ نَعِيِّي فانْدُبنَّ أَبَا ... قَدْ كادَ يَضْطَلِعُ الأَعْداَء والخُطَبَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015