قال أَبو بكر: وليس هذا عندي من الأَضداد؛ لأَنَّ لفظ حمأَت يخالف لفظ أَحمأَت؛ فكلّ واحدة من اللفظتين لا تقع إِلاَّ على معنى واحد، وما كان على هذه السَّبيل لا يدخل في الأَضداد. وقال الفرَّاءُ: يُقال: حمأْت الركِيَّة، إِذا أَخرجتَ ما فيها من الحمأَة، وأَحمأْتُها، إِذا تركت الحمأَة فيها حتَّى تُنْتِنَ، وقد حَمِئَت الركيَّةُ حَمَأً بَيِّناً، قال الله عزّ وجلّ: مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ، والحمأُ: الطِّين المتغيّر، وهو واحد عند أَكثر النَّاس.
وقال أَبو عُبيدة: هو جَمْع حَمْأَة. وقال غيره: هو جمع حَمَأَة، وشبَّه بقولهم: قصَبة وقَصَب، فاحْتُجَّ بقول أَبي الأَسود:
فما طلبُ المعيشةِ بالتَّمَنِّي ... ولكنْ أَلْقِ دَلْوَكَ في الدِّلاءِ
تَجِئْكَ بِمِلْئها يَوْما ويوماً ... تَجِئْكَ بحَمْأَةٍ وقليلِ ماءِ
فقال: إِنَّما سكنت الميم لضرورة الشعر. والحجَّةُ لأَبي عُبيدة في جمعهم الحَمْأَة بتسكين الميم، حَمَأ، بفتح الميم قولُ العرب: حَلْقة وحَلَق، وفَلْكَة وفَلَك، وقد يُقال: فَلْكَة وفِلكَ، وحَلْقة