فحُذِف الأَهل وقام الذي بعده مقامه، وجعل أَبَيْن للسموات والأَرض والجبال لقيامها مقام الأَهل، كما قالوا: يا خيلَ الله اركبي، وأَبشري بالجنَّة، أَرادوا: يا فرسان خيل الله اركبوا، فأُقيم الخيل مقام الفُرْسان، وصرِف الرُّكوب إِليها، والإِنسان عندهم الكافر، وهو الذي وصفه الله تعالى بالظّلم والجهل، إِذ لم يكفر فيما فَكَّرَ فيه مؤمنو أَهل السَّموات والأَرض والجِبال.
وقال آخرون: ما عرض الله جلَّ ذكره الأَمانةَ على السَّموات والأَرض قطّ، وإِنَّما هذا من المجاز على قول العرب: عَرَضْت الحِمْل على البعير فأَبى أَن يَحْمِله، أَي وجدت البعير لا يصلح للحَمْل ولا للعَرْض، فكذلك السَّموات والأَرض والجِبال، لا تصلح للأَمانة ولا لعَرْضِها عليها.
300 - وقال قُطْرب: التقريظ من حروف الأَضداد، يُقال: قرّظت الرجلَ إِذا أَثنيتَ عليه ومدحتَه، وقرّظته إِذا ذممتَه، وأَنشد:
أَعْطِ المقرِّظ والمُعَرِّض نفْسَهُ ... مِثْلاً بمثْلٍ مِثلَ ما أَوْلاكَها
وأَنشد
إِنِّي وإِنْ كنتُ امْرَأ ... في ذَرْوَةِ الحَسَب الحَسيب